فــارس الفرســان المدير العام
عدد المساهمات : 355 نقاط : 26981 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 22/10/2010 الموقع : www.al-kemah.yoo7.com
| موضوع: قصيدة (( أمطار الدم )) لشاعر سميح القاسم الأربعاء أبريل 06, 2011 5:27 pm | |
| النار فاكهة الشتاءْ)) و يروح يفرك بارتياحٍ راحتين غليظتينْ و يحرّك النار الكسولةَ جوفَ موْقدها القديم و يعيد فوق المرّتين ذكر السماء و الله.. و الرسل الكرامِ.. و أولياءٍ صالحين و يهزُّ من حين لحين في النار.. جذع السنديان و جذعَ زيتون عتيـق و يضيف بنّاً للأباريق النحاس و يُهيلُ حَبَّ (الهَيْلِ) في حذر كريم ((الله.. ما أشهى النعاس حول المواقد في الشتاء ! لكن.. و يُقلق صمت عينيه الدخان فيروح يشتمّ.. ثم يقهره السّعال و تقهقه النار الخبيثة.. طفلةً جذلى لعوبه و تَئزّ ضاحكةً شراراتٌ طروبه و يطقطق المزراب.. ثمّ تصيخ زوجته الحبيبة -قم يا أبا محمود..قد عاد الدوابّ و يقوم نحو الحوش.. لكن !! -قولي أعوذُ..تكلمي! ما لون.. ما لون المطر ؟ و يروح يفرك مقلتيه -يكفي هُراءً.. إنّ في عينيك آثار الكبَر ؟ و تلولبت خطواته.. و مع المطر ألقى عباءته المبللة العتيقة في ضجر ثم ارتمى.. -يا موقداً رافقتَني منذ الصغر أتُراك تذكر ليلة الأحزان . إذ هزّ الظلام ناطور قريتنا ينادي الناس: هبوا يا نيام دَهمَ اليهود بيوتكم.. دهم اليهود بيوتكم.. أتُراك تذكرُ ؟.. آه .. يا ويلي على مدن الخيام ! من يومها .. يا موقداً رافقته منذ الصغر من يوم ذاك الهاتف المشؤوم زاغ بِيَ البصر فالشمس كتلة ظلمة .. و القمح حقل من إبر يا عسكر الإنقاذ ، مهزوماً ! و يا فتحاً تكلل بالظفر ! لم تخسروا !.. لم تربحوا !.. إلا على أنقاض أيتام البشر من عِزوتي .. يا صانعي الأحزان ، لم يسلم أحدْ أبناء عمّي جُندلوا في ساحة وسط البلد و شقيقتي.. و بنات خالي.. آه يا موتى من الأحياء في مدن الخيام ! ليثرثر المذياع (( في خير )) و يختلق (( السلام )) !! من قريتي.. يا صانعي الأحزان ، لم يَسلم أحدْ جيراننا.. عمال تنظيف الشوارع و الملاهي في الشام ، في بيروت ، في عمّان ، يعتاشون.. لطفك يا إلهي ! و تصيح عند الباب زوجته الحبيبه -قم يا أبا محمود .. قد عاد الجُباة من الضريبه و يصيح بعض الطارئين : افتح لنا هذي الزريبه أعطوا لقيصر ما لقيصر !! *** و يجالدُ الشيخ المهيب عذاب قامته المهيبه و تدفقت كلماته الحمراء..بركانا مفجّر -لم يبق ما نعطي سوى الأحقاد و الحزن المسمّم فخذوا ..خذوا منّا نصيب الله و الأيتام و الجرح المضرّم هذا صباحٌ.. سادن الأصنام فيه يُهدم و البعلُ.. و العزّى تُحطّم *** و تُدمدم الأمطارُ..أمطار الدم المهدوم.. في لغةٍ غريبهْ و يهزّ زوجته أبو محمود.. في لغة رهيبه -قولي أعوذُ.. تكلّمي ! ما لون.. ما- لون المطر ؟ -. . . . . ويلاه.. من لون المطر !! | |
|