هي عائشة بنت عبد الله بن أبي قحافة التيميّ القرشي (رضي الله عنهما) زوجة النبي صلى الله عليه وسلم
تزوجها بعد السيدة خديجة (رضي الله عنها)، وأمها: أم رومان بنت عامر بن عوَيْمِر بن عبد الشمس بن عتاب
الكنانيَّة من الصحابيات الجليلات، تزوجت في الجاهلية من عبد الله بن الحارث الأسدي، وولدت له الطفَيْل
ثم توفى عنها، فتزوجها أبو بكر فولدت له عائشة، وعبد الرحمن، وهاجرت إلى المدينة بعد أن استقر بها
رسول الله صلى الله عليه و سلم وتوفيت، ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم قبرها، واستغفر لها، وقال:
((من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان)) .
ولقد ولدت عائشة بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بأربع سنين، وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم
بعد وفاة السيدة خديجة بثلاث سنوات ، فقد قالت عائشة عن نفسها: تزوجت النبي وأنا بنت سبعِ سنين
ودخل بي أنا بنت تسع سنين، وتوفى وأنا ابنة ثمان عشرة سنة، ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم
بكراً غيرها، وكانت أحب نسائه إليه ، كما كان أبوها كان أحب الرجال إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وكانت عائشة رضي الله عنها بيضاء البشرة، وطويلة القامة، وكانت نحيلة الجسم في شبابها، وكانت
شديدة الذكاء، وفصيحة الكلام، وكانت شديدة الحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت أحب الأزواج
النبي إلى قلبه.
حادثة الإفك: هذه الحادثة خاصة بالسيدة عائشة وحدقت في السنة السادسة للهجرة، وذلك عندما استعد الرسول
صلى الله عليه وسلم لغزو بني المصطلق، فخرجت عائشة معه وفي طريق العودة أراد الجيش أن يستريحوا
بالليل فباتوا بعض الليل، ثم باتوا بالرحيل ورحلوا، ونسوا السيدة عائشة أنها تخلفت وذهبت لقضاء الحاجة.
عندما وصلوا ولم يجدوا السيدة عائشة ظل الرسول وأصحابه حائرين في ذلك الأمر، ومن ثم ظهر من بعيد
بعير وهي فوقه ويقوده( صفوان بن المعطل السلمي) فاطمأن قلب النبي، وقالت عائشة للنبي: خرجت لبعض
حاجتي قبل أن يؤذن بالرحيل، ورجت ثم رأيت الناس يبدؤون بالرحيل، ثم وضع الناس الهودج على البعير
ويظنون أني فيه لكنني خفيفة الوزن. ولكن عيون الحاقدين من اليهود والمنافقين وعلى رأسهم (عبد الله بن
أبيّ بن سلول) فقد أخذوا هذه الحادثة وبنو عليها ما شاءوا من الأكاذيب واتهموا السيدة عائشة ورموها
بالفاحشة، ورددوا ذلك في أحياء المدينة وردد من المسلمين أيضاً منهم: حسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثه.
لكن الله أنزل براءتها من فوق سبع سماوات في قرآن يتلى في سورة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
رضي الله عنها وأرضاها