القرصان عضو نشيط
عدد المساهمات : 184 نقاط : 25810 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 10/02/2011
| موضوع: بحث شامل عن شاعر رسول الله حسان بن ثابت الخميس مارس 10, 2011 7:24 am | |
| المقدمة:
الحمد لله الذي أنشأ خلقه وبرأ وقسم أحوال عباده غنا وفقرا ،وانزل الماء وشق أسبـاب الثــرى ... نحمـده سبحانه فهو الذي أجرى على الطائعين أجرا ... وأسبل على العاصين سترا ... هو سبحانه الذي يعلم مافوق السماء وما تحت الثرى ولا يغيب عنه دبيب النمل فـي الليــل إذا ســرى ... و الحمــد لله الذي تسبحــه البحار الزاخرات والأنهار الجاريات والجبال الراسيات نحمده سبحانـه وحلاوة محامــده تزداد مع التكرار ونشكــره وفضله على من شكره مدرار...والصلاة والسلام علـــى النعمــة المهداة والرحمـة المسـداه محمد بن عبد الله وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم ...
أما بعد ،،،
سوف أتحدث في هذا البحث عن شاعر النبي محمد محمد صلى الله عليه وسلم
وسوف أتناول في البحث عدة أبواب يشمل على عدد من الفصول :- 1/الباب الأول :وأتحدث فيه عن دعوى النقاد عن ضعف الشعر الاسلامي وحياتة واثارة 2/الباب الثاني:ويشمل اغراضة الشعرية وقيمتة ونماذج من شعرة
فأتمنى أن ينال الرضي والاستحسان منكم وأرجو أن يستفيد منه من يقرأه وأن يجعله من موازيين أعمالنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
????? ?????
محتويــات البــاب :
الفصل الأول : دعوى النقاد عن ضعف الشعر الاسلامي . الفصل الثاني : حياتة قبل الاسلام وبعدة الفصل الثالث : أثارة حسان بن ثابت
الفصل الأول : دعوى النقاد عن ضعف الشعر الاسلامي . مما لا ريب فيه أن شعراء القبائل في الجزيرة العربية ظلوا ينظمون شعرهم بالصورة الجاهلية إلى أن دخلوا في دين الله أفواجا ، وكان الموت قد سبق إلى كثيرين منهم ، فماتوا قبل إسلامهم ، وحرى بهؤلاء أن يدخلوا في غمار الجاهليين . ومعروف أن قريشا حادت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعث ، مما اضطره إلى الهجرة من مكة إلى المدينة ، وسرعان ما نشبت بين البلدتين معركة حامية الوطيس . وبمجرد أن اشتبكت السيوف ، أخذ الشعراء في الجانبين المتناقضين يسلون ألسنتهم دفاعا عن كل منهما ، وهجاء للآخر إلا أن بعض الباحثين من عرب ومستشرقين أشاعوا فكرة ضعف الشعر العربي بعد الإسلام ، ويرددون أحكاما وآراء أطلقها بعض النقاد ، عندما قرروا ضعف الشعر بعد الإسلام ، وانصراف الشعراء عن قوله ، وبُعد الناس عن الاهتمام بالشعر منذ أن نزلت الآية الكريمة : " والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون " ولعل سببا آخر ما دفع الرواة واللغويين إلى المجاهرة بدعوى ضعف الشعر في العصر الإسلامي ، هو أن معاني الإسلام تطرقت إلى الشعر في موضوعاته وألفاظه ، فأصبح يغاير الصورة الجاهلية التي عرف بها ، وأول ما نلحظه في ذلك أن الجزالة البدوية القديمة التي كانت صفة غالبة على الشعر الجاهلي كادت تذوى تماما لتحل محلها بساطة في الأسلوب والألفاظ الرقيقة لأن الشعر انتقل من البادية إلى المدينة . ولقد كانت الأشعار الجاهلية الجزلة تمثل عند العرب النموذج الكامل للشعر العربي . وقالوا إن بعض الشعراء قد شغلوا عن الشعر بالجهاد في سبيل الله ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم يشجع الشعر الجيد الذي تظهر فيه المثل العليا جلية واضحة ، وكان يستمع إلى ذلك الشعر ، ويعجب بحكمه وأمثاله . قال صلى الله عليه وسلم في حديثه المشهور : " إن من الشعر لحكمة " ومن أمثال هؤلاء الشعراء البارزين في العصر الإسلامي ، حسان بن ثابت شاعر الإسلام . فلنتعرف سوية على حسان بن ثابت ، ولنسترسل في حياته ، وشعره ، وآثاره . الفصل الثاني : حياتة قبل الاسلام وبعدة
حياة حسان بن ثابت قبل الإسلام هو أبو الوليد حسان بن ثابت من قبيلة الخزرج التي هاجرت من اليمن إلى الحجاز وأقامت في المدينة مع الأوس . ولد في المدينة قبل مولد محمد بنحو ثماني سنين ، عاش في الجاهلية ستين سنة ، وفي الإسلام ستين أخرى . شب في بيت وجاهة وشرف منصرفا إلى اللهو والشرب والغزل . فأبوه ثابت بن المنذر بن حرام الخزرجي ، من سادة قومه وأشرافهم . وأمه " الفريعة " خزرجية مثل أبيه . وحسان بن ثابت ليس خزرجيا فحسب بل هو أيضا من بني النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فله به صلة وقرابة . وكانت المدينة في الجاهلية ميدانا للنـزاع بين الأوس والخزرج ، تكثر فيها الخصومات والحروب ، وكان قيس بن الخطيم شاعر الأوس ، وحسان بن ثابت شاعر الخزرج الذي كان لسان قومه في تلك الحروب التي نشبت بينهم وبين الأوس في الجاهلية ، فطارت له في البلاد العربية شهرة واسعة . وقد اتصل حسان بن ثابت بالغساسنة ، يمدحهم بشعره ، ويتقاسم هو والنابغة الذبياني وعلقمة الفحل أعطيات بني غسان . فقد طابت له الحياة في ظل تلك النعمة الوارف ظلالها . ثم اتصل ببلاط الحيرة وعليها النعمان بن المنذر ، فحل محل النابغة ، حين كان هذا الأخير في خلاف مع النعمان ، إلى أن عاد النابغة إلى ظل أبي قابوس النعمان ، فتركه حسان مكرها ، وقد أفاد من احتكاكه بالملوك معرفة بالشعر المدحي وأساليبه ، ومعرفة بالشعر الهجائي ومذاهبه . ولقد كان أداؤه الفني في شعره يتميز بالتضخيم والتعظيم ، واشتمل على ألفاظ جزلة قوية . وهكذا كان في تمام الأهبة للانتقال إلى ظل محمد صلى الله عليه وسلم نبي الإسلام ، والمناضلة دونه بسلاحي مدحه وهجائه .
حياة حسان بن ثابت في الإسلام لما بلغ حسان بن ثابت الستين من عمره ، هاجر إلى مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فدخل في الإسلام . وراح من فوره يرد هجمات القرشيين اللسانية ، ويدافع عن محمد والإسلام ، ويهجو خصومهما . قال صلى الله عليه وسلم يوما للأنصار : " ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم ؟ " فقال حسان بن ثابت : أنا لها ، وأخذ بطرف لسانه ، وقال عليه السلام : " والله ما يسرني به مِقْول بين بصرى وصنعاء " ولم يكن حسان بن ثابت وحده هو الذي يرد غائلة المشركين من الشعراء ، بل كان يقف إلى جانبه عدد كبير من الشعراء الذين صح إسلامهم . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني على شعر حسان ، وكان يحثه على ذلك ويدعو له بمثل :" اللهم أيده بروح القدس" عطف عليه ، وقربه منه ، وقسم له من الغنائم والعطايا . إلا أن حسان بن ثابت لم يكن يهجو قريشا بالكفر وعبادة الأوثان ، إنما كان يهجوهم بالأيام التي هزموا فيها ويعيرهم بالمثالب والأنساب . ولو هجاهم بالكفر والشرك ما بلغ منهم مبلغا . كان حسان بن ثابت لا يقوى قلبه على الحرب ، فاكتفى بالشعر ، ولم ينصر محمدا بسيفه ، ولم يشهد معركة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا غزوة . مما لا شك فيه أن حسان بن ثابت كان يحظى بمنزلة رفيعة ، يجله الخلفاء الراشدون ويفرضون له في العطاء . في نفس الوقت ، فإننا لا نجد في خلافة أبي بكر رضي الله عنه موقفا خاصا من الشعر ، ويبدو أن انشغاله بالفتوحات وحركة الردة لم تدع له وقتا يفرغ فيه لتوجيه الشعراء أو الاستماع إليهم . في حين نجد أن عمر رضي الله عنه يحب الشعر ، خاصة ما لم يكن فيه تكرار للفظ والمعنى . وقد روي عن كل من الخليفتين الراشدين عددا من الأبيات لسنا في صدد إيرادها . حادثة الإفك : يذهب بعض الرواة إلى أن حسان بن ثابت كان ممن خاض في حديث الإفك الكاذب على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قبل إسلامه ، ونراه يعلن براءته من هذا القول الآثم بأشعار يمدحها بها مدحا رائعا مثل قوله : حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل فإن كان ما قد قيل عني قلته فلا رفعت سوطى إلي أنامـل ويظهر أن بعض المهاجرين وعلى رأسهم صفوان بن المعطل أثاروه في هذا الحادث ، حتى وجد وجدا شديدا فقال : أمسى الجلابيب قد عزوا وقد كثروا وابن الفريعة أمسى بيضة البلد
الفصل الثالث : أثارة حسان بن ثابت
اتفق الرواة والنقاد على أن حسان بن ثابت أشعر أهل المدر في عصره ، وأشعر أهل اليمن قاطبة . وقد خلف ديوانا ضخما رواه ابن حبيب ، غير أن كثيرا من الشعر المصنوع دخله ، لأنه لما كان لحسان بن ثابت موقف خاص من الوجهة السياسية والدينية ، دس عليه كثير من الشعر المنحول ، قام بهذا العمل أعداء الإسلام ، كما قام به بعض كتاب السيرة من مثل ابن إسحاق .
????? ??????
محتويــات البــاب :
الفصل الأول :أغراض شعر حسان بن ثابت الفصل الثاني : قيمة شعر حسان بن ثابت الفصل الثالث:نماذج من شعرة
الفصل الأول :أغراض شعر حسان بن ثابت أكثر شعر حسان في الهجاء ، وما تبقى في الافتخار بالأنصار ، ومدح محمد صلى الله عليه وسلم و الغساسنة والنعمان بن المنذر وغيرهم من سادات العرب وأشرافهم . ووصف مجالس اللهو والخمر مع شيء من الغزل ، إلا أنه منذ إسلامه التزم بمبادئ الإسلام . ومن خلال شعر حسان بن ثابت نجد أن الشعر الإسلامي اكتسب رقة في التعبير بعد أن عمر الإيمان قلوب الشعراء ، وهي شديدة التأثير بالقرآن الكريم والحديث الشريف مع وجود الألفاظ البدوية الصحراوية . ومهما استقلت أبيات حسان بن ثابت بأفكار وموضوعات خاصة فإن كلا منها يعبر عن موضوع واحد ، هو موضوع الدعوة التي أحدثت أكبر تغيير فكري في حياة الناس وأسلوب معاشهم . وسنقسم شخصية حسان بن ثابت الشعرية إلى أربعة أقسام هي : **** 1.****** حسان شاعر القبيلة : قبل أن يدخل حسان بن ثابت في الإسلام ، كان منصرفا إلى الذود عن حياض قومه بالمفاخرة ، فكان شعره النضال القبلي تغلب عليه صبغة الفخر. أما الداعي إلى ذلك فالعداء الذي كان ناشبا بين قبيلته والأوس . ولقد كان فخر حسان لنفحة عالية ، واندفاعا شديدا . **** 2.****** حسان شاعر التكسب : اتصل حسان بالبلاط الغساني ، فمدح كثيرا من أمراء غسان أشهرهم عمرو الرابع بن الحرث ، وأخوه النعمان ، ولاسيما جبلة بن الأيهم . وقد قرب الغساسنة الشاعر وأكرموه وأغدقوا عليه العطايا ، وجعلوا له مرتبا سنويا وكان هو يستدر ذلك العطاء بشعره : يسقون من ورد البريص عليهم بردى يصفق بالرحيق السلـل بيض الوجوه كريمة أحسابهم شم الأنوف من الطراز الأول 3. حسان شاعر الإسلام : نصب حسان نفسه للدفاع عن الدين الإسلامي ، والرد على أنصار الجاهلية ، وقد نشبت بين الفريقين معارك لسانية حامية ، فكان الشعر شعر نضال يهجى فيه الأعداء ، ويمدح فيه رجال الفريق ، ولم يكن المدح ولا الهجاء للتكسب أو الاستجداء ، بل للدفاع عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم . وهذا ينقسم لقسمين : ***** ·******** أما المدح الذي نجده في شعر حسان لهذا العهد فهو مقصور على النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه وكبار الصحابة ، والذين أبلوا في الدفاع عن الإسلام بلاء حسنا.وهو يختلف عن المدح التكسبي بصدوفه عن التقلب على معاني العطاء والجود ، والانطواء على وصف الخصال الحميدة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وما إلى ذلك مما ينبثق من العاطفة الحقة والعقيدة النفسية ، قال حسان : نبي أتانا بعد يأس وفترة من الرسل والأوثان في الأرض تعبد فأمسى سراجا مستنيرا وهاديا يلوح كما لاح الصقيل المهنـد وأنذرنا نارا وبشر جــنة وعلمنا الإسلام ، فالله نحــمد وأنت إله الخلق ربي وخالقي بذلك ما عمرت في الناس أشهد ويلحق بهذا المدح رثاء محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد ضمنه الشاعر لوعة وذرف دموعا حارة ، وتذكرا لأفضال رسول الدين الجديد ، وحنيا للقائد في النعيم : مع المصطفى أرجو بذاك جواره وفي نيل ذلك اليوم أسعى وأجهد ***** ·******** وأما الهجاء النضالي : فقد وجهه إلى القرشيين الذين قاموا في وجه الدين الجديد يحاربونه ويهجون محمدا صلى الله عليه وسلم . وكان موقف الشاعر تجاههم حربا لما بينهم وبين محمد من نسب . أما أسلوبه في هجائه فقد كان يعمد إلى الواحد منهم فيفصله عن الدوحة القرشية ، ويجعله فيهم طائرا غريبا يلجأ إليها كعبد ، ثم يذكر نسبه لأمه فيطعن به طعنا شنيعا ، ثم يسدد سهامه في أخلاق الرجل وعرضه فيمزقها تمزيقا في إقذاع شديد ، ويخرج ذلك الرجل موطنا للجهل والبخل والجبن ، والفرار عن إنقاذ الأحبة من وهدة الموت في المعارك .قال حسان هاجبا بني سهم بن عمرو : والله ما في قريش كلها نفر أكثر شيخا جبانا فاحشا غمرا هذر مشائيم محروم ثويهم إذا تروح منهم زود القـمرا لولا النبي ، وقول الحق مغضبة لما تركت لكم أنثى ولا ذكرا ويقول في مقطوعة يعير قريشا فيها بهزيمتها يوم بدر : فينا الرسول وفينا الحق نتبعه حتى الممات ونصر غير محدود مستعصمين بحبل غير منجذم مستحكم من حبال الله ممدود من جانب آخر ، فإننا نبعد عن حسان بن ثابت ما اتهمه الرواة به ، وألا نقبل من شعره إلا ما يغلب عليه الإقذاع بالأيام والأنساب . 4. حسان شاعر اللهو : كان حسان بن ثابت متوفرا على شرب الخمر والاستمتاع بالغناء وما يتبعه من لهو وعبث ، ولا سيما قبل دخوله الإسلام . وله في الخمر أوصاف شهيرة تأتي خصوصا في مدائحه لملوك غسان ، كما له غزل ، وشعره هذا غير مستقل يختلط عادة بالفخر والمدح . وغزله تقليدي في معانيه وصوره .
الفصل الثاني : قيمة شعر حسان بن ثابت شعر حسان بن ثابت طبع مندفع ، وقريحة هائجة . ومن جوانب قيمة شعره : * 1.** القيمة الفنية : حسان بن ثابت شاعر شديد التأثر ، قوي العاطفة ، يفوته التأني ، ولهذا ترى شعره يتدفع تدفعا ، متتبعا في ذلك الطبع والفطرة لا الصنعة والتعمل . ومن ثم تلقى شعره خاليا من كل ما يتطلب النظر الهادئ المتفحص ، فمطالعه مقتضبة اقتضابا شديدا ، يسرع في الانتقال منها إلى موضوعة الذي تحتدم به نفسه ، وانتقاله غير بارع عادة . ثم إن كلامه يخلو من الترتيب والتساوق لما في عاطفته في فوران . وهذا الفوران نفسه يحول دون التنقيح . وقد نتج عن ذلك لين وضعف في شعره الإسلامي خصوصا ، لتقدمه في السن ولما كان هنالك من أحوال مثيرة للعاطفة وقد حمي النضال واستعر القتال ، ولانصراف الشاعر إلى الارتجال والسرعة في القول والتدقيق الموضوعي بذكر الغزوات وأربابها . وقد يكون بعض ذلك الضعف ناتجا عما أضيف إلى ديوان حسان بن ثابت من الشعر المنحول . ويخلو شعره من الوصف والتمثيل اللذين كانا في الشعر الجاهلي عموما . إلا أنه لا يخلو على كل حال من الاندفاع العاطفي العنيف ، والصدق في ذلك الاندفاع ، وانتفاض العصب في الأبيات التي تنطلق أحيانا كالسهام أو كالسيل الذي يجرف السخط والهيجان ، والكلام المقذع الذي يهشم تهشيما . وإننا نلمس في كلام حسان أثرا للدين الجديد وللقرآن ، وذلك ظاهر في المعاني الجديدة من ارتياح إلى المصير ، وتفصيل بعض العقائد والشعائر من توحيد وتنزيه وثواب وعقاب ، وذلك ظاهر أيضا في الألفاظ التي أعطاها الإسلام إيحاء جديدا ، ونثرها حسان في شعره . ولقد حق بعد ذلك أن يقال أن حسان بن ثابت هو مؤسس الشعر الديني في الإسلام . القيمة التاريخية : لشعر حسان ، فضلا عن القيمة الفنية ، قيمة تاريخية كبرى ، فهو مصدر من مصادر تاريخ تلك الأيام ، يسجل مآتي الغساسنة ويصف غزواتهم وممتلكاتهم ، ويسجل أحداث الفجر الإسلامي ، ويطلعنا على أخبار محمد صلى الله عليه وسلم في غاراته وغزواته وفتح مكة ، كما يطلعنا على أسماء الصحابة وأعداء الإسلام . وهكذا كان حسان بن ثابت شاعرا ومؤرخا كما كان شعره فاتحة للشعر السياسي الذي ازدهر في عهد بني أمية .
الفصل الثالث:نماذج من شعرة
لحسان بن ثابت لاميته التي يمدح بها الغساسنة بمثل قوله : بيض الوجوه كريمة أحسابهم شم الأنوف من الطراز الأول ومقطوعته الدالية التي يستهلها بقوله : وإن سنام المجد من آل هاشم بنو بنت مخزوم ووالدك العبد ومقطوعته الميمية التي يقول فيها : لعمرك إن إلك من قريش كإل السقب من رأل النعام وقصيدته الهمزية التي يقول فيها لأبي سفيان بن الحارث : هجوت محمد فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء وجبريل أمين الله فينا وروح القدس ليس له كفاء فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء أتهجوه ولست له بكفء فشركما لخيركما الفداء وهو في هذه القصيدة يعرض لنا رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ومتابعة قومه له ونصرتهم لدينه . ويقول أيضا في دفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم : إن كان في الناس سباقون بعدهم فكل سبق لأدنى سبقهم تبــع أعفة ذكرت في الوحي عفتهم لا يطمعون ولا يزري بهم طمع قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا لا يفخرون إذا نالوا عدوهم وإن أصيبوا فلا خور ولا جزع ومن رثائه : مرثيته البديعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم التي رواها أبو زيد الأنصاري فيقول : ما بال عينك لا تنام كأنما كحلت مآقيها بكحل الأرمد جزعا على المهدي أصبح ثاويا يا خير من وطئ الثر : لا تبعد جنبي يقيك الترب لهفي ليتني غيبت قبلك في بقيع الغرقد ورثاؤه لعمر حين توفي على إثر طعنة فيروز أبو لؤلؤة المجوسي : وفجعنا فيروز لا در دره بأبيض يتلو المحكمات منيب إن من يتعمق في ديوان حسان بن ثابت ، يجد أن فحلولة شعره لم تفارقه في جاهليته وإسلامه ، وفي فخامته وعذوبته ، ولا شك في أن ما يظهر من ضعف ولين في بعض إسلامياته ليس أصيلا في فنه وإنما هو عارض ، ساقته ظروف طارئة ، أو منحول دس عليه لغرض ديني أو فكاهي . فلقد كان حسان بن ثابت رمزا من رموز المدافعين عن حياض الإسلام والمسلمين ، فلقد سخر هجاءه في ذم أعداء النبي عليه الصلاة والسلام، ولقد مضى مفتخرا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه المؤمنين ، وإخوانه الأنصار . * رحم الله حسان بن ثابت ، وجزاه عنا خير الجزاء … *
الخاتمة الحمد لله الذي اعاننـي على إتمام ما كلفت به من عمل أتمنى من الله أن ينفعني به وان ينال استحسان من يطلع عليه كما ارجوا إرشادي إلي ما حدث فيه من نقص او تقصير واسئل الله إن يوفقنا إلى ما يحب ويرضي وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسلميا كثيراً الي يوم الدين
المراجع 1/العصر الاسلامي للدكتور شوقي ضيف 2/تاريخ الادب العربي ل حنا الفاخوري 3/المدائح النبوية للدكتور محمود علي مكي 4/دراسات في الشعر العربي للدكتور محمود مصطفى هدارة 5/دراسات في الادب العربي للدكتور عمر الطيب الساسي 6/دراسات في ادب ونصوص العصر الاسلامي للدكتور محمد عبد القادر احمد | |
|