بسم الله الرحمن الرحيم
في معركة اليرموك ، حين كان سيف الله خالد بن الوليد يقاتل الروم ، بهرت عبقريتُه قادة الروم وأمراء جيشهم ، مما حمل أحدهم واسمه "جرجه" على أن يدعو خالداً للبروز إليه في إحدى فترات الراحة بين القتال .
وحين تقابلا ، وجّه القائد الروماني حديثه إلى خالد قائلاً :
[[ يا خالد ، اصدقني ولا تكذبني ، فإن الحر لا يكذب .. هل أنزل الله على نبيكم سيفاً من السماء فأعطاك إياه ، فلا تَسُلّه على أحَدٍ إلا هزمته ؟؟؟ ]]
قال خالد بن الوليد : " لا "
قال القائد الروماني : [ فبم سُمّيت سيف الله ] ؟!
قال خالد : " إن الله بعث فينا رسوله ، فمنا من صدّقه ومنا من كذّب ..
وكنت أنا فيمن كذّب حتى أخذ الله قلوبنا إلى الإسلام ، وهدانا برسوله فبايعناه .. فدعا لي الرسول ، وقال لي : أنت سيف من سيوف الله ، فهكذا سُمّيتُ سيفَ الله "
قال القائد الروماني: [[ وإلامَ تدعون .. ؟؟ ]]
قال خالد : " إلى توحيد الله وإلى الإسلام "
قال القائد الروماني : [[ هل لمن يدخل في الإسلام اليوم مثل ما لكم من المثوبة والأجر ؟؟ ]]
قال خالد : " نعم ، وأفضل . . . "
قال الروماني : [[ كيف ، وقد سبقتموه .. ؟ ]]
قال خالد : " لقد عشنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورأينا آياته ومعجزاته وحقٌّ لمن رأى ما رأينا ، وسمع ما سمعنا أن يُسلِم في يُسر .. أما أنتم يا من لم ترَوهُ ولم تسمعوه ، ثم آمنتم بالغيب ، فإن أجركم أجزل وأكبر إذا صدقتُم الله سرائركم ونواياكم "
وصاحَ القائد الروماني ، وقد دفع جواده إلى ناحية خالد ، ووقف بجواره :
[[ علّمني الإسلام يا خالد ]] . . . !!!
وأسلَم القائد الروماني ونطق الشهادتين .. وصلى لله ركعتين .. ولم يصلِّ سواهما ، فقد استأنف الجيشانِ القتال ، وقاتلَ "جرجه الروماني" في صفوف المسلمين مستميتاً في طلب الشهادة حتى نالها وظفر بها . . ! ![center]