زهرة البستان عضو نشيط
عدد المساهمات : 188 نقاط : 25759 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/02/2011
| موضوع: قصة عظيمة للإمام مالك الأربعاء مارس 23, 2011 11:50 am | |
| تزوج أنس بن أبي عامر الأصبحي من زوجته وزُفت له ولم يرها قط ،ولمّا دخل عليها ووقع نظره عليها وجَدها سمراء نحيلة كأنما خاب ظنُّهُ،فجلس مكسوف البال قليل الرجاء ،وأطرق في الأرضِ ولم يتكلمْ بكلمةٍ،وطال الوجومُ والسكوتُ،وكانت زوجته عاقلة لبيبة قرأت في تقاسيم وجهه ما في قلبه ،فنظرتْ إليه وقالت له:يا أنسُ قد يكونُ الخيرُ كامِناً في الشرِّ وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعلَ اللهُ فيه خيراً كثيراً،فرأى لها عقلاً ورأى لها ذكاءً،فدخلَ بها ولمْ يقضي معها سوى أيام قليلةً حتى خطر له عمل في الشام ،فغادر بلاد الحجاز إلى بلاد الشام وظل هناك عشرين سنة انقطعت خلالها أخباره عن أهله وانقطعتْ أخبارُ أهلِهِ عنهُ ،وكانتْ زوجهُ قدْ حملتْ بمالكٍ من أبيهِ ووضعتهُ ،وكانت امرأة صالحة غاية في الفضلِ والتقوى ،تعملُ في الغَزْلِ حتى لا تُرضعَ ولدَها منْ كسبٍ حرامٍ ،وشبّ الغلام ونهل العلوم من مجالس العلم على يد شيوخ كبار حتى أصبح عالماً يفتي بشهادة سبعين عالماً ولم يتجاوز العشرين من عمره ،وعاد أبوه إلى بلاد الحجاز ووصل وقت العصر فدخل المسجد النبوي الشريف وصلى فيه وإذ بمالك يجلس في حلقة يحدث الناس فوجد أبوهُ قلبهُ يميلُ إليه وتَشدُّهُ عواطفٌ نحوه ،فقال لواحد بجواره :من هذا العالم ؟قال:سُبحانَ الله وهل في المدينة أحدُ لا يعرفهُ؟هذا مالك بن أنس،قال:من أنس؟قال أنسُ بنُ أبي عامرٍ الأصبحي،فانطلقت دمعتان كبيرتان من عيني أبيه،والرجلُ لا يدري أسبابها ،ثمَّ جلس حتى إذا انتهى العالمُ منْ حديثه ،قام َإليه فعانقه وقبّلَهُ ومشى معهُ،حتى إذا كان قريباً من بيته قال له:يا بني أُدخلْ إلى أُمِّكَ وقلْ لها رجلٌ في البابِ يقولُ لكِ قد يكونُ الخيرُ كامناً في الشرِّ ،فدخلَ مالك إلى أُمِّهِ وأخبرها بالخبر ،فصاحت المرأةُ :واللهِ هذا أبوك .فعاد الولد يقبل يدي أباه ... | |
|